الدعاية الانتخابية لحركة فتح للانتخابات القادمة
من المنتظر ان يبلغ محمود عباس الرئيس المصري أثناء اجتماعه معه في شرم الشيخ على هامش اجتماع قمة حركة عدم الانحياز بان يؤجل جولة الحوار السابعة إلى ما بعد الانتهاء من المؤتمر السادس لحركة فتح في بيت لحم . هذا التأجيل و الذي سوف يدخل جولات الحوار الوطني الفلسطيني في عالم المجهول حيث ان نتائج و ظروف انعقاد مؤتمر فتح لغاية الان يجيط بها الضبابية و خصوصا بعد القنبلة التي فجرها فاروق القدومي مؤخرا .وإذا استحضرنا سبب فشل الجولة السادسة للحوار الفلسطيني في القاهرة و التي كشف عنها القيادي في حركة حماس خليل الحية عندما قال بان رسالة فصائل منظمة التحرير الفلسطينية الموجهة للقاهرة و لحركة فتح هي التي أفشلت الجولة السادسة عندما أعلنوا بأنهم لن يلتزموا بنتائج الحوار الثنائي بين فتح و حماس . هذه الفصائل الثمانية و التي رفعت الرسالة ومعظمها مشارك بطريقة مباشرة و غير مباشرة في حكومة سلام فياض اللاشرعية وتعتاش على أموال ورواتب من محمود عباس لم نسمع لها يوم من الأيام انها عارضت أي قرار لمحمود عباس، فهو يجتمع بهم في اطار ما يسمى باللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير ثم يوكل لامين سر هذه اللجنة ياسر عبدربه و الذي قام عباس بتعينه في هذا المنصب بدون علمهم كي يصدر البيان الختامي لاجتماعات اللجنة و غالبا مايكون متناقض مع مواقف وتصريحات هذه الفصائل و لكنها لاتملك الجرأة ان ترد ولو لمرة واحدة على بيانات أمين السر لانها تعرف نتيجة هذا التحدي .
ولكن ماهو اللغز الذي جعل هذه الفصائل وفي صورة مفاجئة ان تجرؤ وتعلن بانها لن تنفذ أي التزام تتفق فتح مع حماس عليه؟
هذا اللغز قام الصحفي مصطفى الصواف رئيس تحرير جريدة فلسطين اليومية بحله عندما كشف بان رسالة هذه الفصائل قام محمود عباس بكتابتها بنفسه كي يوجهوها له و للمصريين!!! و أوكل لقيس ابو ليلى عضو المجلس التشريعي عن الجبهة الديمقراطية التوقيع عليها . من اجل افشال الجولة السادسة وعندما اعلن عن الجولة السابعة وجد عباس مبرر اخر كي يوجلها الى مصير مرتبط بمصير مؤتمر مجهول المصير .
هذا التخطيط من قبل عباس و فريق المقاطعة ليس وليد الصدفة و ليس عابرا بل مخطط له و مدروس بدقة عالية مع بقية فصائل المنظمة و التي اصبح مواقف بعضها اشد تطرفا من مواقف بعض تيارات حركة فتح بالنسبة لحماس و الحوار معها ، كل هذا التخطيط المدروس من اجل الوصول الى اليوم المنتظر لحركة فتح و فصائل المنظمة و هو يوم الاستحقاق الانتخابي في 25/1/2010 كي يعلن عباس عن حل المجلس التشريعي و اجراء انتخابات تشريعية و رئاسية ولايزال الحصار مفروضا على غزة ولايزال المشردين الذين هدمت بيوتهم نتيجة العدوان الصهيوني بدون مأوى ولا تزال المصانع والورش معطلة نتيجة الحصار و إغلاق المعابر و سوف تكون هذه هي الدعاية الانتخابية لحركة فتح مع التلويح بقرارات مؤتمر الدول المانحة في شرم الشيخ و التي تعهدت فيه الدول المانحة بدفع مبلغ خمس مليارات دولار لحكومة معترف فيها دوليا لإعادة اعمار غزة .
هذا هو رهان محمود عباس فهو يراهن على استغلال معاناة الشعب الفلسطيني و على سحب البساط من تحت اقدام حركة حماس بحيث يظهر بان برنامج حركة حماس هو الذي سوف يجلب الحصار و الدمار للشعب الفلسطيني اذا اعيد انتخابها مرة ثانية.
ولكن هل تشارك حركة حماس في الانتخابات في موعدها و في ظل الحصار و الأمعاء الخاوية و عدم الاعمار؟
باعتقادي بان المشاركة في ظل هذه الظروف هو انتحار سياسي لحركة حماس إن لم يكن هناك انتخابات عامة تشمل ايضا انتخابات للمجلس الوطني الفلسطيني في الوطن و الشتات وهذا يتطلب الرجوع الى ما تم الاتفاق عليه في اتفاق القاهرة عام 2005 و لنتعلق بإعادة بناء منظمة التحرير على أسس وطنية و مهنية كي تصبح هي المرجعية العليا للشعب الفلسطيني و للسلطة الفلسطينية .
وعلى حركة حماس التمسك بالقانون الانتخابي المختلط و الذي سنه المجلس التشريعي السابق و الذي كانت تسيطر عليه حركة فتح وعدم الانصياع لجعير فصائل المنظمة بالتمثيل النسبي الكامل حيث أصبحت تذكر هذه المقولة في بياناتها أكثر من ذكر كلمة فلسطين، كي لاتقع حماس فريسة لابتزاز هذه الفصائل التي فقدت مصدقيتها وقرارها المستقل .
سعيد الخالد